كلمة الرئيس
انبثقت فكرة تأسيس معهد ستراتيجيكس وإطلاقه من حاجة المنطقة إلى مأسسة العمل البحثي المتعلق بالدراسات الاستراتيجية؛ من أجل الوصول مستقبلا إلى منظومة عملية لصناعة القرار تستند على التفكير والتخطيط الاستراتيجي؛ وذلك للمساعدة في تشكيل السيناريوهات المستقبلية وبنائها للتعامل مع التحديات وتداعياتها ونتائجها؛ خاصة في ظل وجود تلك التحولات التي تواجه المنطقة على جميع الأصعدة الاستراتيجية.
ولا يمكن للحكومات أو المؤسسات الاقتصادية المحركة للأسواق أن تعتبر معاهد الأبحاث والدراسات ترفاً فكرياً؛ بل هي ضرورة مُلحة لا تقل أهمية عن الجامعات والمدارس والمؤسسات التعليمية؛ فالدور الذي تقوم به مراكز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية في بعض دول المنطقة؛ هو دور مهمّ وفعال ومؤثر.
لذا يهدف معهد ستراتيجيكس إلى دراسة اتجاهات الأحداث العالمية والإقليمية والعلاقات الدولية في المنطقة، ومتابعة تشابكها وتفاعلاتها، وتقييم هذه التفاعلات والتحولات الجيوسياسية الناتجة عنها أو بسببها، إضافة إلى التركيز على الدراسات الاقتصادية المتخصصة، وتقييم فرص الاستثمار المتاحة ودراستها، وتقديم مجموعة من الدراسات المتعلقة بالجانب التنموي في المجتمعات العربية؛ من خلال استقطاب التجارب الرائدة في هذا المجال، ومن خلال إنشاء شراكات مع معاهد الأبحاث والدراسات والجامعات العالمية والعربية والإقليمية؛ لتبادل المعرفة والخبرات والاستفادة من التحليلات والدراسات ذات الصلة، ولدعم حركة البحث العلمي في المنطقة العربية.
ويهدف المعهد أيضا لرفد المكتبة العربية بمجموعة من الكتب والدراسات التي تتعلق بالواقع السياسي والاقتصادي للمنطقة ومستقبله، والانفتاح على مختلف المجتمعات من خلال ترجمة الدراسات العربية للغات مختلفة، وترجمة نتاج مراكز الأبحاث والجامعات من مختلف اللغات إلى اللغة العربية.
وسيعمل المعهد على إصدار تقييم سنوي شامل للبيئة الاستراتيجية والتحولات الإقليمية والدولية؛ بنموذج استشرافي متقدم؛ وفقاً لأحدث الممارسات العالمية.
آملين أن يعّم الاستقرار على الشرق الأوسط، وأن تنعم شعوب المنطقة بحياة كريمة؛ بعيداً عن ويلات الحرب وتداعيات التمزق والدمار.